سورة الدخان
الحديث الأول
روي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
من قرأ حم الدخان ليلة الجمعة غُفر له0
و في رواية : من قرأ حم الدخان في ليلة أصبح يستغفر له سبعون ألف ملك0
رواه الترمذي و الأصبهاني، و لفظه
من صلى بسورة الدخان في ليلة بات يستغفر له سبعون ألف ملك0
و رواه الطبراني و الأصبهاني أيضاً من حديث أبي أمامة، و لفظهما قال
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم
من قرأ حم الدخان في ليلة الجمعة أو يوم الجمعة بنى الله له بها بيتاً في الجنة0
سورة الحشر
الحديث الأول
عن معقل بن يسار رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال :
من قال حين يُصبح ثلاث مرات : أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم، و قرأ ثلاث آيات من آخر سورة الحشر، وكل الله به سبعين ألف ملك يُصلون عليه حتى يمسي، و إن مات في ذلك اليوم مات شهيداً، و من قالها حين يمسي كان بتلك المنزلة0
رواه الترمذي من رواية خالد بن طهمان، و قال : حديث غريب، و في بعض النسخ حسن غريب0
يصلون عليه : يدعون و يستغفرون له0
مات شهيداً : كثير الأجر0
سورة الملك الحديث الأول عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : إنّ سورة في القرآن ثلاثون آية شفعت لرجل حتى غُفر له، و هي : تبارك الذي بيده الملك رواه أبو داود و الترمذي و حسنه و اللفظ له، و النسائي و ابن ماجه و ابن حبان في صحيحه، و الحاكم، و قال صحيح الإسناد0 الحديث الثاني عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : وددت أنها في قلب كل مؤمن : يعني تبارك الذي بيده الملك0 رواه الحاكم، و قال : هذا إسناده عند اليمانيين صحيح0 الحديث الثالث عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : يؤتى الرجل في قبره فتؤتى رجلاه، فتقول : ليس لكم على ما قبلي سبيل كان يقرأ سورة الملك، ثم يؤتى من قِبل صدره أو قال بطنه، فيقول ليس لكم على ما قبلي سبيل كان يقرأ في سورة الملك، ثم يؤتى من قِبل رأسه، فيقول : ليس لكم على ما قبلي كان يقرأ في سورة الملك، فهي المانعةتمنع عذاب القبر، و هي في التوراة سورة الملك من قرأها في ليلة فقد أكثر و أطيب0 رواه الحاكم ، و قال : صحيح الإسناد، و هو في النسائي مختصر من قرأ تبارك الذي بيده الملك كل ليلة منعه الله عز و جل بها من عذاب القبر، و كنا في عهد رسول الله صلى الله عليه و سلم نسميها المانعة، و إنها في كتاب الله عز و جل سورة من قرأبها في كل ليلة فقد أكثر و أطاب0
سورة الزلزلة
الحديث الأول عن أنس رضي الله عنه أن ّ رسول الله صلى الله عليه و سلم : قال لرجل من أصحابه : هل تزوجت يا فلان؟ قال : لا و الله يا رسول الله، و لا عندي ما أتزوج به قال : أليس معك قل هو الله أحد؟ قال : بلى0 قال : ثلث القرآن قال أليس معك : إذا جاء نصر الله و الفتح؟ قال : بلى0 قال : ربع القرآن0 قال أليس معك : قل يا أيها الكافرون؟ قال : بلى0 قال : ربع القرآن0 قال أليس معك إذا زلزلت الأرض؟ قال : بلى قال : ربع القرآن تزوج تزوج0 رواه الترمذي عن سلمة ابن وردان عن أنس، و قال هذا حديث حسن انتهى، و قد تكلم في هذا الحديث مسلم في كتاب التمييز0 سورة الكافرون الحديث الأول عن فروة بن نوفل عن أبيه رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال لنوفل : اقرأ : قل يا أيها الكافرون، ثم نم على خاتمتها فإنها براءة من الشرك0 رواه أبو داود، و اللفظ له و الترمذي و النسائي متصلاً و مرسلاً، و ابن حبان في صحيحه و الحاكم و قال : صحيح
سورة الإخلاص
الحديث الأول عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : أقبلت مع رسول الله صلى الله عليه وز سلم فسمع رجلاً يقرأ : قل هو الله أحد ، الله الصمد، لم يلد و لم يولد، و لم يكن له كفواً أحد، فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم وجبت، فسألته ماذا يا رسول الله ؟ فقال : الجنة، فقال أبو هريرة : فأردت أن أذهب إلى الرجل فأبشره، ثم فرقت أن يفوتني الغداء مع رسول الله صلى الله عليه و سلم، ثم ذهبت إلى الرجل فوجدته قد ذهب0 رواه مالك و اللفظ له و الترمذي، و ليس عنده قول أبي هريرة فأردت إلى آخره، و قال : حديث حسن صحيح غريب، و النسائي و الحاكم و قال صحيح الإسناد0 فرقت بكسر الراء : أي خفت0 قال القاضي : قال المازي : قيل معناه أن القرآن على ثلاثة أنحاء : قصص و أحكام، و صفات الله تعالى، و قل هو الله أحد متمحضة للصفات، فهي ثلث و جزء من ثلاثة أجزاء، و قيل معناه أن ثواب قراءتها يضاعف بقدر ثواب قراءة ثلث القرآن بغير تضعيف0 الحديث الثاني عن أبي أيوب رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : أيعجز أحدكم أن يقرأ في ليلة ثلث القرآن، من قرأ : الله الواحد الصمد، فقد قرأ ثلث القرآن0 رواه الترمذي، و قال : حديث حسن0 الحديث الثالث عن أبي سعيد الخُدري رضي الله عنه : أنً رجلاً سمع رجلاً يقرأ : قل هو الله أحد يرددها، فلما أصبح جاء إلى النبي صلى الله عليه و سلم فذكر ذلك له، و كان الرجل يتقالّها، فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : و الذي نفسي بيده إنها لتعدل ثلث القرآن0 رواه مالك و البخاري، و أبو داود و النسائي0 يتقالها : يعدها قليلة بالنسبة لما قرأ0 الحديث الرابع عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه و سلم : بعث رجلاً على سَرية و كان يقرأ لأصحابه في صلاتهم فيختم بقل هو الله أحد، فلما رجعوا ذكروا ذلك للنبي صلى الله عليه و سلم، فقال : سلوه لأي شيء يصنع ذلك؟ فسألوه، فقال : لأنها صفة الرحمن، و أنا أحب أن أقرأ بها، فقال النبي صلى الله عليه و سلم : أخبروه إن الله يحبه0 رواه البخاري و مسلم و النسائي0 قال المازي : محبة الله تعالى لعباده إرادة ثوابهم و تنعيمهم، و قيل محبته لهم : نفس الإثابة و التنعيم لا الإرادة
- المعوزتين
الحديث الأول عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال : قلت : يا رسول الله أقرئني آياً من سورة هود، و آياً من سورة يوسف، فقال النبي صلى الله عليه و سلم : يا عقبة بن عامر، إنك لن تقرأ سورة أحب إلى الله، و لا أبلغ عنده من أن تقرأ : قل أعوذ برب الفلق0 فإن استطعت أن لا تفوتك في الصلاة فافعل رواه ابن حبان في صحيحه و رواه الحاكم بنحو هذه0 و قال : صحيح الإسناد ، و ليس عندهما ذكر : قل أعوذ برب الناس0 الحديث الثاني عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : اقرأ يا جابر، فقلت : و ما أقرأ بأبي أنت و أمي؟ قال : قل أعوذ برب الفلق، و قل أعوذ برب الناس فقرأتهما، فقال : اقرأ بهما، و لن تقرأ بمثلهما0 رواه النسائي، و ابن حبان في صحيحه
لقد انتهيت و الحمد لله من كتابة الأحاديث الصحيحة و الحسنة في فضل سور من القرآن الكريم و الآن سوف أكتب أحاديث في فضل القرآن الكريم عامة
الحديث الأول
عن عثمان بن عفان رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : خيركم من تعلم القرآن و علمه0 رواه البخاري و مسلم، و أبو داود و الترمذي و النسائي و ابن ماجه و غيرهم0 اي أفضلكم الذي جاهد نفسه في حفظ القرآن، و فهم معناه و تفسير آياته، ثم يعلمه و يوضح مجمله، و يدعو الناس إلى العمل به يرغب النبي صلى الله عليه و سلم في الوعظ و الإرشاد، و يدعو العلماء إلى تعليم المسلمين، و العمل بأحكام الدين، و الجهاد في تفهيم الضالين، و الإقناع بالحجة و كثرة الإطلاع0
الحديث الثاني
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله و يتدارسونه فيما بينهم إلا نزلت عليهم السكينة، و غشيتهم الرحمة، و حفتهم الملائكة، و ذكرهم الله فيمن عنده0 رواه مسلم و أبو داود و غيرهما0 السكينة : الطمأنينة و الوقار و السعادة و القبول0 غشيتهم الرحمة : عمتهم و أحاطت بهم0 قال النووي : و في هذا دليل لفضل الاجتماع على تلاوة القرآن في المسجد، و هو مذهبنا و مذهب الجمهور0 ذكرهم الله فيمن عنده : أثنى عليهم سبحانه في الملأ الأعلى تنويها بعلو درجتهم، و زيادة ثوابهم، و إخلاصهم لعبادة ربهم و ذكره جل و علا0و فيه : المكروب يقرأ القرآن ليفرج الله كربه، و المعسور ليزيل عسره لأن ذلك أدعى للإجابة و أقرب لنزول رحمة الله0
الحديث الثالث
عن أبي سعيد رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : يقول الرب تبارك و تعالى : من شغله القرآن عن مسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين، و فضل كلام الله على سائر الكلام كفضل الله على خلقه0 رواه الترمذي و قال حديث غريب0 من شغله : معناه- و الله أعلم : من عكف على قراءة كلامي و حادثني بألفاظي و استغرق في تلاوة قرآني و غفل عن طلب شيء مني وقر في نفسه، منحته ما يريد ووهبت له ما يتمنى و قضيت حاجاته، و سهلت عسيره و أنلته آماله0و فيه من أراد النجاح في أعماله فليكثر من تلاوة القرآن، و الله عليم بصير خبير يجيب دعواته0 أعطيته أفضل ما أُعطي السائلين : معناه : أغدقت عليه جليل النعم، و أحطته بسياج الحفظ و الرعاية، و متعته بفضلي و شملته رحمتي0 كفضل الله : تشبيه مع الفارق و إن فيه فرقاً بين الخالق و المخلوق0 فالخالق متصف بالعظمة و الإجلال و القدرةو جميع صفات الكمال، و العبد مخلوق حادث ضعيف لا يملك لنفسه نفعاً و لا ضراً، و معناه أن كلام الله جل و علا مكتسب كل صفات الكمال، و مفضل على كلام البشر، و إذا نظرت إلى العالم وجدته ممتعاً بخيرات الله و إحسانه معترفاً بعجزه و تقصيره أمام خالقه جل و علا كثير المنح واهب الخيرات لعباده0 قال الله تعالى (و إن تعدوا نعمة الله لا تحصوها) أي لا تحصروها و لا تطيقوا عد أنواعها، فضلاً عن أفرادها فإنها غير متناهية0 (إن الإنسان لظلوم كفار) أي يظلم النعمة بإغفال شكرها، أو يظلم نفسه بأن يعرضها للحرمان، بشديد النكران لها و الكفران، و قيل ظلوم في الشدة يشكو و يجزع، كفار في النعمة يجمع و يمنع0 فكثرة العطاء دليل الفضل، و الاحتياج و العجز دليل الذلة0 الحديث الرابع عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : الماهر مع السفرة الكرام البررة، و الذي يقرأ القرآن و يتعتع فيه، و هو عليه شاق له أجران0 و في رواية : و هو يشتد عليه أجران0 رواه البخاري و مسلم و اللفظ له، و أبو داود و الترمذي و النسائي، و ابن ماجه0 السفرة : قال النووي : السفرة جمع سافر ككاتب و كتبة، و السافر : الرسول ، و السفرة : الرسل، لأنهم يسفرون إلى الناس برسالات الله و قيل السفرة : الكتبة و البررة المطيعون، من البر و هو الطاعة، و الماهر : الحاذق الكامل الحفظ الذي لا يتوقف و لا يشق عليه القراء بجودة حفظه و إتقانه0 قال القاضي : يحتمل أن يكون معنى كونه من الملائكة أن له في الآخرة منازل يكون فيها رفيقاً للملائكة السفرة لاتصافه بصفتهم من حمل كتاب الله تعالى قال و يحتمل أنه يراد أنه عامل بعلمهم و سالك مسلكهم، و أما الذي يتتعتع فيه فهو الذي يتردد في تلاوته لضعف حفظه فله أجران : أجر بالقراءة و أجر بتعتعة في تلاوته و مشقته0 قال القاضي و غيره من العلماء : و ليس معناه الذي تتعتع له من الأجر أكثر من الماهر به، بل الماهر أفضل و أكثر أجرا لأنه مع السفرة و له أجور كثيرة و لم يذكر هذه المنزلة لغيره، و كيف يلحق به من لم يعتن بكتاب الله تعالى و حفظه و إتقانه، و كثرة تلاوته، و روايته كاعتنائه حتى مهر فيه، و الله أعلم0 فيه الحث على إجادة الحفظ، و العناية بقراءة القرآن و الاستمرار عليها0 الحديث الخامس عن أبي ذر رضي الله عنه قال : قلت يا رسول الله أوصني؟ قال : عليك بتقوى الله فإنه رأس الأمر كله0 قلت : يا رسول الله زدني0 قال : عليك بتلاوة القرآن، فإنه نور لك في الأرض، و ذخر لك في السماء0 رواه ابن حبان في صحيحه في حديث طويل0 تقوى الله : طاعته و العمل بكتابه و سنة حبيبه0 عليك بتلاوة القرآن : قراءته و تأمل آياته0 فإنه نور : أي مرشد و ناصح و أمين، وواعظ و مهد إلى الخير و مبعد عن الشر مشفع0 معناه : يُلتجأ إليه في الشفاعة مقبول رجاؤه و مشمول بالنجاح، اسم مفعول من أشفع الناس القرآن0 ذخر لك في السماء : ذخيرة ملأى بالحسنات، و كنوز من ثواب الله مدخرة لك يوم القيامة، و سبب البهاء و البهجة و داع إلى محبة الله و الناس0
الحديث السادس
عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : القرآن شافع مُشفع، و ماحل مُصدق، من جعله أمامه قاده إلى الجنة، و من جعله خلف ظهره ساقه إلى النار0 رواه ابن حبان في صحيحه0 جعله أمامه : أي قدوته عاملاً بأوامره0 قاده : ساقه، و ضمن له نعيم الله و رضوانه0 ما حل بكسر الحاء المهملة : أي ساع، و قيل : خصم مجادل0 الحديث السابع عن سهل بن معاذ عن أبيه رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم : من قرأ القرآن، و عمل به ألبس والداه تاجاً يوم القيامة ضوؤه أحسن من ضوء الشمس في بيوت الدنيا، فما ظنكم بالذي عمل بهذا0 رواه أبو داود و الحاكم، كلاهما عن زبان عن سهل، و قال الحاكم : صحيح الإسناد0 عمل بهذا : أي الذي قرأ القرآن و عمل به أكسبه الله تاجاً أبهى و ثواباًً أكثر0 الحديث الثامن عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم : يجىء صاحب القرآن يوم القيامة، فيقول القرآن : يا رب حلّه فيلبس تاج الكرامة ثم يقول : يا رب زده فيُلبس حُلّة الكرامة، ثم يقول : يا رب ارض عنه فيرضى عنه، فيُقال له : اقرأ و ارق، و يزداد بكل آية حسنة0 رواه الترمذي، و حسنه و ابن خزيمة، و الحاكم و قال : صحيح الإسناد0 الحديث التاسع عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم : لا حسد إلا في اثنتين : رجل علّمه الله القرآن فهو يتلوه آناء الليل و آناء النهار فسمعه جار له، فقال : ليتني أوتيت مثل ما أوتي فلان فعملت مثل ما يعمل0 و رجل آتاه الله مالاً فهو يهلكه في الحق، فقال رجل : ليتني أوتيت مثل ما أوتي فلان فعملت مثل ما يعمل0 رواه البخاري0 و المراد بالحسد هنا الغبطة، و هو تمني مثل ما للمحسود، لا تمني زوال تلك النعمة عنه، فإن ذلك الحسد المذموم0
الحديث العاشر
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : من قرأ القرآن فقد استدرج النبوة بين جنبيه غير أنه لا يوحى إليه لا ينبغي لصاحب القرآن أن يجد مع من وجد، و لا يجهل مع من جهل، و في جوفه كلام الله0 رواه الحاكم، و قال : صحيح الإسناد0 استدرج : أخذ في وجودها0 لا يوحى : لا يذهب إليه سيدنا جبريل بالوحي كالأنبياء و المرسلين، لكنه حصل على تعاليم الله سبحانه و تعالى0 يجد : يغضب و يشتم و يذم0 يجهل : يفسق، و المعنى و الله أعلم : أن قارىء القرآن يتخلق بأخلاق الصالحين، و يتكمل و يتجمل0 فلا يعصى الله و لا يغضبه، و لا تشذ أخلاقه0 الحديث الحادي عشر عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : الصيام و القرآن يشفعان للعبد يقول الصيام : رب إني منعته الطعام و الشراب بالنهار فشفعني فيه و يقول القرآن : رب منعته النوم بالليل فشفعني فيه فيشفعان0 رواه أحمد و ابن الدنيا في كتاب الجوع، و الطبراني في الكبير و الحاكم و اللفظ له، و قال : صحيح على شرط مسلم0
الحديث الثاني عشر
عن عبد الله، يعني ابن مسعود رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : إنّ هذا القرآن مأدبة الله فاقبلوا مأدبته ما استطعتم، إنّ هذا القرآن حبل الله، و النور المبين، و الشفاء النافع عصمة لمن تمسك به، و نجاة لمن اتبعه، لا يزيغ فيُستعتب، و لا يَعوجّ فيقوم، و لا تنقضي عجائبه، و لا يَخلق من كثرة الرّد اتلوه فإن الله يأجركم على تلاوته كل حف عشر حسنات، إما إني أقول الم حرف و لكن ألف حرف و لام حرف و ميم حرف0 رواه الحاكم من رواية صالح بن عمر عن ابراهيم الهجري عن أبي الأحوص عنه، و قال : تفرّد به صالح بن عمر عنه، و هو صحيح0 يَخلق : يَبلى و يفنى الحديث الثالث عشر عن أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : إن لله أهلين من الناس0 قالوا : من هم يا رسول الله؟ قال : أهل القرآن هم أهل الله و خاصته0 رواه النسائي و ابن ماجه و الحاكم كلهم عن ابن مهدى، حدثنا عبد الرحمن ابن بديل عن أبيه عن أنس، و قال الحاكم : يروى من ثلاثة أوجه عن أنس هذا أجودها0 قال المملي الحافظ عبد العظيم : و هو إسناد صحيح0 أهل الله : الذين رضي عنهم سبحانه، و مدهم بإحسانه و أعلى درجاتهم في جنته0 __
الحديث الرابع عشر
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : من قرأ القرآن لم يُرد إلى أرذل العمر، و ذلك قوله تعالى : ثم رددناه أسفل سافلين إلا الذين آمنوا0 قال : الذين قرءوا القرآن0 رواه الحاكم، و قال : صحيح الإسناد ثمرات قراءة القرآن كما أخبر الرسول صلى الله عليه و سلم أولاً: إن قارىء القرآن في مصاف العظماء و من أفضل الناس و أسماهم درجة0 ثانياً: يكتسب عن كل حرف جملة حسنات، و يزداد عند الله تعالى درجات0 ثالثاً: تشمل القارىء ظلة الرحمة، و يحاط بملائكة الرحمة، و تتنزل عليه السكينة0 رابعاً: يضىء الله قلب القارىء، و يقيه ظلمات القيامة، و يبعد عنه الشدائد0 خامساً: القارىء رائحته زكية، و مذاقه حلو (كالأترجة) و هو جليس صالح يقترب إليه الصالحون العاملون ليشموا عنه عطره، و إذا أتقن قراءته، و أجاد حفظه نال درجة الملائكة الأبرار، و حشره الله في زمرتهم (مع النبيين و الصديقين و الشهداء و الصالحين) لأنه ماهر بالقرآن0 سادساً: قارىء القرآن لا يحزنه الفزع الأكبر لأنه في حماية الله، و كان كلامه تعالى قائده في الدنيا0 سابعاً: سبب رحمة والديه، و إغداقهما بالنعيم، و يمدهما الله بالأنوار المتلألئة جزاء قراءة ابنهما0 ثامناً: رقي القارىء إلى قمة المعالي في الجنة، و يصعد إلى ذروة النعيم0 تاسعاً: يغبطه الصالحون، و يتمنون أن يكونوا في درجته السامية عند الله تعالى، و يودون أن يعملوا مثله0 عاشراً: تسبب القراءة و جود الملائكة حول القارىء يدعون له بالإكرام و المغفرة0 الحادي عشر: يستمسك بالعروة الوثقى، و يتمتع بالشفاء الناجع، و يعصم من الزيغ، و ينجو من الشدائد0 الثاني عشر: يُعدّ القارىء من المتقربين إلى الله جل و علا، و أهله و خاصته، و من العاملين اليقظين المشغولين في طاعة الله تعالى القانتين0
عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم يُقال لصاحب القرآن اقرأ و ارق، و رتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلك عند آخر آية تقرؤها رواه الترمذي، و أبو داود و ابن ماجه، و ابن حبان في صحيحه، و قال الترمذي حديث صحيح ارق : اصعد إلى الدرجات العالية و رتل القرآن : أي تأن فيها و تمهل، و تبين الحروف و الحركات تشبيهاً بالثغر المرتل، و هو المشبه بنور الأقحوان يقال رتل و ترتل قال الخطابي : جاء في الأثر أن عدد آي القرآن على قدر درج الجنة، فيقال للقارىء ارق في الدرج على قدر ما كنت تقرأ من آى القرآن، فمن استوفى قراءة جميع القرآن استولى على أقصى درج الجنة في الآخرة، و من قرأ جزءاً منه كان رُقيّه في الدرج على قدر ذلك، فيكون منتهى الثواب عند منتهى القراءة
وشكرا