بسم الله الرحمن الرحيم
فضل بعض سور القران الكريم وثواب قراءتها
سأبدأ بسورة الفاتحة
الحديث الأول عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم خرج على أُبيّ بن كعب، فقال يا أُبيّ : و هو يصلي، فالتفت أُبيّ فلم يجبه، و صلى أُبيّ فخفف، ثم انصرف إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال : السلام عليك يا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : و عليك السلام، ما منعك يا أُبيّ أن تجيبني إذ دعوتك؟ فقال : يا رسول الله، إني كنت في الصلاة0 قال : فلم تجد فيما أوحى الله إلي : أن استجيبوا لله و للرسول إذا دعاكم لما يحييكم؟ قال : بلى، و لا أعود إن شاء الله0 قال : أتحب أن أعلمك سورة لم ينزل في التوراة، و لا في الأنجيل و لا في الزبور، و لا في الفرقان مثلها؟ قال : نعم يا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : كيف تقرأ في الصلاة؟ قال : فقرأ أم القرآن، فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : و الذي نفسي بيده ما أنزل الله في التوراة، و لا في الأنجيل، و لا في الزبور، و لا في الفرقان مثلها، و إنها سبع من المثاني و القرآن العظيم الذي أُعطيته0 رواه الترمذي، و قال : حديث حسن صحيح، و رواه ابن خزيمة، و ابن حبان في صحيحيهما، و الحاكم باختصار عن أبي هريرة عن أُبيّ0 و قال الحاكم صحيح على شرط مسلم0 الحديث الثاني عن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول قال الله تعالى : قسمت الصلاة بيني و بين عبدي نصفين، و لعبدي ما سأل0 و في رواية : فنصفها لي و نصفها لعبدي، فإذا قال العبد : الحمد لله رب العالمين0 قال الله : حمدني عبدي، فإذا قال : الرحمن الرحيم قال : أثنى علي عبدي، فإذا قال : مالك يوم الدين0 قال : مجدني عبدي، فإذا قال : إياك نعبد و إياك نستعين قال : هذا بيني و بين عبدي و لعبدي ما سأل، فإذا قال : اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم و لا الضالين0 قال : هذا لعبدي و لعبدي ما سأل0 رواه مسلم0 قوله [قسمت الصلاة] : يعني القراءة بدليل تفسيره بها، و قد تسمى القراءة صلاة لكونها جزءا من أجزائها، و الله أعلم0 الحديث الثالث عن ابن عباس رضي الله عنهما قال بينما جبرائيل عليه السلام قاعد عند رسول الله صلى الله عليه و سلم سمع نقيضاً من فوقه فرفع رأسه، فقال : هذا باب من السماء فُتح لم يُفتح قط إلا اليوم فنزل منه ملك، فقال : هذا ملك نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم، فسلم و قال : أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك : فاتحة الكتاب و خواتيم سورة البقرة لن تقرأ بحرف منهما إلا أُعطيته0 رواه مسلم و النسائي، و الحاكم و قال : صحيح على شرطهما0
سورة البقرة و آل عمران
الحديث الأول عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال لا تجعلوا بيوتكم مقابر إنّ الشيطان يفر من البيت الذي تُقرأ فيه سورة البقرة0 رواه مسلم و النسائي و الترمذي0 مقابر : أماكن مهجورة من العبادة و الذكر0 الحديث الثاني عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم إن لكل شيء سناماً، و إنّ سنام القرآن سورة البقرة من قرأها في بيته ليلاً لم يدخل الشيطان بيته ثلاث ليال، و من قرأها نهاراً لم يدخل الشيطان بيته ثلاثة أيام0 رواه ابن حبان في صحيحه0 سنام : سنام كل شيء : أعلاه0 الحديث الثالث عن ابن بُريدة عن أبيه رضي الله عنه مرفوعاً تعلّموا البقرة، و آل عمران فإنهما الزهراوان يُظلان صاحبهما يوم القيامة كأنهما غمامتان، أو غيابتان، أو فِرقان من طير صوافّ رواه الحاكم، و قال : صحيح على شرط مسلم0 الحديث الرابع عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم قال إنّ الله كتب كتاباً قبل أن يخلق السموات و الأرض بألفي عام أنزل منه آيتين ختم بهما سورة البقرة لا يُقرآن في دار ثلاث ليال فيقربها شيطان0 رواه الترمذي، و اللفظ له، و قال : حديث حسن غريب و النسائي، و ابن حبان في صحيحه، و الحاكم إلا أن عنده: و لا يُقرآن في بيت فيقربه الشيطان ثلاث ليال0 و قال صحيح على شرط مسلم0 الحديث الخامس عن أبي ذر رضي الله عنه أنّ رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إنّ الله ختم سور البقرة بآيتين أعطانيهما من كنزه الذي تحت العرش فتعلّموهنّ و علّّّّموهنّ نساءكم و أبناءكم فإنهما : صلاة و قرآن و دعاء0 رواه الحاكم، و قال صحيح على شرط البخاري0 الحديث السادس عن أبي هريرة رضي الله عنه قال بعث رسول الله صلى الله عليه و سلم بعثاً و هم ذوو عدد فاستقرأهم فاستقرأ كل رجل منهم يعني ما معه من القرآن، فأتى على رجل من أحدثهم سناً، قال : ما معك يا فلان؟ قال معي كذا و كذا، و سورة البقرة، فقال : أمعك سورة البقرة؟ قال : نعم0 قال : اذهب فأنت أميرهم، فقال رجل من أشرافهم : و الله ما منعمي أن أتعلم البقرة إلا خشية ألا أقوم بها، فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : تعلموا القرآن و اقرءوه، فإن مثل القرآن لمن تعلّمه فقرأه كمثل جِراب محشو مسكا يفوح ريحه في كل مكان، و من تعلمه فيرقد و هو في جوفه فمثله كمثل جِراب أوكىء على مسك0 رواه الترمذي و اللفظ له، و قال : حديث حسن، و ابن ماجه مختصراً و ابن حبان في صحيحه0 جِراب : جيب القميص، و جربان غمد السيف، أو جِراب : بئر قديمة كانت بمكة0 أوكىء : عقد و شد، و منه حديث " اعرف وكاءها و عفاصها"0 الوكاء : الخيط الذي تشد به الصرة و الكيس و غيرهما