الدعابة أو النكتة أو المزحة أو السلبة أو القفشة أو طقطوقة وهى قصة صغيرة أو تسلسل من الكلمات الذي يقال/يكتب/يشاهد بغرض التأثير على المتلقي وجعله يضحك
.
والضحك هو شكل من أشكال التعبير الصريح عن التسلية والمرح، و مشاعر أخرى أحيانا كالسخرية وغيرها ، وهو أمر بدائي ، فقد توصل حديثا أن الطفل الرضيع يبدأ في الضحك بعد مرور (17) يوماً من ميلاده. فكل واحد بوسعه أن يضحك كما أن الطفل الرضيع لديه القدرة على الضحك قبل أن يبدأ في تعلم الكلام، حتى الطفل الأصم أو الأعمى يحتفظ بقدرته على الضحك وإن كان هناك أناس يضحكون أكثر من غيرهم فهذا من المحتمل رجوعه إلى العوامل الجينية
.
وللضحك فوائد شتى فقد ذكرت دراسة أمريكية – قام بها علماء في جامعة ماريلاند – أن جرعة يومية من الضحك تفيد القلب بقدر مشابه لما تقوم به التمارين البدنية، لأنه يساعد الأوعية الدموية على العمل بكفاءة أكبر ،وان الضحك بانتظام 15 دقيقة يوميا ، مع القيام بتمارين رياضية لمدة نصف ساعة ثلاث مرات أسبوعيا يحافظ على الأوعية الدموية في حالة سليمة مما يقلل من مخاطر الإصابة بأمراض القلب .
ونحن اليوم نعيش في عالم مضطرب كثرت فيه الهموم والماسي الفردية والدولية على مختلف الأنطقة والمجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية ... نجد في الضحك ضرورة من ضروريات الحياة وعنصر رئيس من عناصر مواجهة الضغوط اليومية التي تثقلنا مما يستلزم التفريج عنها بشيء من الدعابة والتسلية الساخرة والهادفة لنقد بعض السلبيات التي نراها ونتعامل معها
.
ولكن من المؤسف أن نجد روح الدعابة لدينا معشر العرب قد أخذ في معظمها صور سلبية تزيد من واقعنا إيلاماً بدلا من أن تخففه وتعالجه ، ونماذج هذا كثيرة جداً نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر .
1-
انتشار النكات الجنسية بشكل مقزز وبذئ وفاضح متخذة من تقنيات الاتصالات وسيلة لجعلها أكثر انتشاراً ، ولم يعِ المتعاملون بها التأثير الخطير على الأخلاقيات والقيم سواء على المدى القريب أو البعيد .
2- نهج البعض لاتخاذ الشات وسيلة ترفيه وتسلية وفرفشة ، ولا بأس في ذلك لو كان في حدود اللائق والمهذب والمقنن وقتا وسلوكاً ، ولكن أن يكون في جله تهريجا ومدخلا لسلوكيات مرفوضة فهنا المحظور ، ومن المؤسف أن يسود المحظور ويتمدد ويصبح سائداً ، وهذا ما نلحظه سواء على البالتوك وفضائحه أو الماسنجر وخزاياه ، أو على شاشات الفضائيات ودونيتها الوضيعة ، أو في دردشة بعض المنتديات ، ويا رب سلِّم .
3- مواقع الزواج وما تحمله من مصائب من خلال معظم أعضائها الذين اتخذوها وسيلة تسلية ولعب بالعواطف والمشاعر ، ومدخلا لممارسات مشينة ، وباب لنصب فخاخ قاتلة .
هذه نماذج بسيطة من فرففش وتسلى وأضحك وخادع في عصرنا الحديث خرجت في نطاقها عن النكتة البريئة والناقدة والساخرة لمعالجة أوضاع تستحق المعالجة ، وانحرفت بها تجاه المصيبة حمانا الله منها
.
والصمت كل الصمت يكمم أفواه رجال التربية ، وعلماء الاجتماع ، والدعاة ... وغيرهم كأن المشكلة لا تتصل بهم ولا تستحق الدراسة والمواجهة