نظيف: كنا سنسلمهم مساكن بديلة لكن القدر لم يمهلهم
ارتفاع قتلى الانهيار الصخري بالقاهرة وجهود الإنقاذ تتواصل
مواطنون يبحثون عن ناجين بين ركام منازل هدمت جراء الانهيار الصخري (الفرنسية)
أفادت مصادر أمنية وطبية بأن حصيلة ضحايا انهيار كتل صخرية جبلية فوق بيوت آهلة بالسكان في منطقة الدويقة شرقي القاهرة ارتفعت إلى أكثر من 30 قتيلا وعشرات الجرحى.
ونقل مراسل الجزيرة في القاهرة عن سكان قولهم إن هناك حوالي خمسمائة شخص لا يزالون تحت الأنقاض. وأفاد شهود عيان بأن ما بين 50 و70 منزلا قد انهارت.
وقال المراسل إن فرق الإنقاذ تحاول فتح أحد الطرق وحصر ثلاثة بيوت تمهيدا لإزالتها والدخول إلى موقع الحادث، مشيرا إلى وجود مخاوف من انهيارات جديدة قد تطال المنطقة.
وأكد أن التحقيقات الأولية تشير إلى أن سبب الحادث يرجع إلى عمليات الصرف الصحي والعمل المتواصل لتشييد مبان جديدة فوق منحدرات صخرية غير صالحة للبناء عليها.
إخلاء بيوت
مصرية وسط ركام منزلها الذي دمر جراء الانهيار الصخري (الفرنسية)
وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط إن القوات المسلحة أرسلت عددا من وحدات الإنقاذ إلى المنطقة للمساعدة في انتشال القتلى والمصابين من تحت الأنقاض، وإن السلطات أخلت بيوتا من سكانها في المنطقة خشية سقوط كتل صخرية أخرى عليها.
وذكرت المصادر أن الصخور المتساقطة في عزبة بخيت بمنطقة الدويقة في حي منشية ناصر في شرق القاهرة دمرت كثيرا من المباني المتلاصقة التي تفصل بينها طرق ضيقة قرب طريق سريع.
وفي وقت سابق أرسلت السلطات عشرات من قوات الشرطة ورجال الإنقاذ بالإضافة إلى عربات الإطفاء والكلاب البوليسية، لكن السكان الغاضبين اشتكوا مما قالوا إنها استجابة غير كافية من الحكومة في مواجهة الكارثة.
وقالت المصادر الأمنية إن عشرات الأشخاص مدفونون تحت الأنقاض، وإن عمليات الإنقاذ تلاقي صعوبة كبيرة بسبب استقرار كتل صخرية ضخمة فوق بيوت مهدمة.
وأضافت أن وعورة المنطقة القريبة من هضبة المقطم لا تسمح بدخول معدات كبيرة لرفع الصخور أو تفتيتها في بعض أنحاء موقع الحادث.
لكن وكالة أنباء الشرق الأوسط قالت إن السلطات استدعت رافعات من شركة مقاولات كبرى للمساعدة في رفع الكتل الصخرية.
وقال رئيس الوزراء أحمد نظيف للصحفيين بعد زيارة لمستشفى نقل إليه مصابون إن معظم الإصابات كسور، مضيفا أن الحكومة أقامت مساكن لأبناء المنطقة وكانت ستسلم لهم خلال أربعة أسابيع لكن "القدر لم يمهلهم".
ونفى سكان أن يكونوا تسلموا إخطارات من الحكومة تفيد بقرب تسليمهم مساكن بديلة.
ووصف شهود عيان مشاهد مئات السكان الذين انخرطوا في البكاء والعويل بعد أن تجمعوا حول المكان الذي طوقته قوات مكافحة الشغب وصبوا جام غضبهم وانتقاداتهم على السلطات، قائلين إن لهم أقارب وأصدقاء محصورين تحت الركام.
وانهارت منذ حوالي 15 عاما كتلة من هضبة المقطم تزن 300 طن ودفنت تحتها 50 شخصا على الأقل.