مصريون يعتزمون كسر حصار غزة بقافلة عبر معبر رفح
محمود جمعة-القاهرة
أطلق قضاة ونواب ونشطاء مصريون حملة شعبية لكسر الحصار عن غزة عبر معبر رفح على غرار المبادرة الأوروبية التي وصلت بسفينتين إلى شواطئ القطاع في 23 أغسطس/آب المنصرم، كما طالبوا بتعديل اتفاقية المعابر التي تحكم عمل المعبر الحدودي.
وأعلن المستشار محمود الخضيري المنسق العام للحملة في مؤتمر صحفي عقد بمقر نقابة الأطباء المصريين عن عزم نشطاء الحملة التوجه بقافلة إغاثة إنسانية إلى معبر رفح يوم العاشر من رمضان، وهي ذكرى انتصار أكتوبر/تشرين الأول 1973، "لكسر الحصار الظالم على غزة وتسليم القافلة للمحاصرين في القطاع" .
ويتهم معارضون مصريون حكومتهم بالمساعدة في حصار غزة، عبر إغلاق معبر رفح منذ أن سيطرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على القطاع في يونيو/حزيران 2006.
لكن القاهرة تقول إن المعبر توقف بعد انسحاب المراقبين الأوروبيين والحرس الرئاسي التابع لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، حيث يشترط بروتوكول المعابر الموقع بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية وأوروبا وأميركا وجود المراقبين والحرس التابع للرئيس الفلسطيني.
معبر رفح المنفذ الوحيد لفلسطينيي غزة على العالم (الفرنسية-أرشيف)
وحسب الخضيري فإن نحو 14 من القضاة، إضافة إلى نواب معارضين ومستقلين، ومئات من النشطاء الوطنيين والرموز السياسية ونشطاء "الفيس بوك"، انضموا للحملة وسيشكلون نواة الوفد "الذي سيكسر حصار غزة يوم 10 رمضان".
وقال النائب الإخواني حمدي حسن -الذي أطلق مبادرة كسر الحصار بالإعلان عن عزمه قيادة سيارته منفردا إلى معبر رفح يوم 10 رمضان- إن فتح المعبر لمدة يومين فقط من جانب مصر لا يكفي أبدا لسد حاجة سكان القطاع المحاصرين منذ عام ونصف.
وأضاف النائب "كنا نتمنى أن نكون أول من يكسر الحصار عن غزة الحبيبة، لكن لا مانع أن نستغل الزخم الإعلامي الذي صنعته مبادرة النشطاء الأوروبيين في إطلاق محاولات متتالية حتى ينهار هذا الحصار الظالم".
وأوضح أن الاشتراك في فعاليات الحملة له صور شتى من التبرع أو المجهود الفني أو الدعم الإعلامي، فضلا عن المشاركة في قافلة العاشر من رمضان، مؤكدا أن القانون الدولي لا يتيح لأي دولة أن تحاصر شعبا بهذه الطريقة البشعة.
ورأى الأمين العام لحزب العمل (المجمد) مجدي قرقر أن المبادرة الأوروبية "أثبتت فشل الصهاينة والأميركيين في طمس حقوق الفلسطينيين وتشويه صورتهم".
وأشار قرقر وهو قيادي بارز بحركة كفاية المعارضة، إلى أن باب الانضمام للحملة الجديدة مفتوح أمام الجميع من كافة الانتماءات السياسية والوطنية، لافتا إلى مشاركة أحزاب الكرامة والعمل ونواب الإخوان والمستقلين و"شباب 6 أبريل" ونشطاء كفاية.
نشطاء مصريون يتظاهرون لرفع الحصار عن غزة (الفرنسية-أرشيف)
تواطؤ رسمي
بدوره قال سعد عبود النائب عن حزب الكرامة (تحت التأسيس) إن النظام (المصري) "يعمل ألف حساب للأميركيين والإسرائيليين، ويخشى غضبهم وهذا هو السبب وراء إغلاق المعبر وحصار غزة، وليس مسألة بروتوكول المعابر".
وربط عبود بين ما أسماه "التواطؤ الرسمي" مع حصار الإسرائيليين لغزة و"سيناريو توريث الحكم في مصر لجمال نجل الرئيس حسني مبارك"، وقال "النظام لا يريد إغضاب تل أبيب والبيت الأبيض، لكي يساعدوه على نقل السلطة من الأب إلى الابن".
وانتقد النائب المستقل الدكتور جمال زهران أستاذ العلوم السياسية "خضوع النظام المصري للمزاج الإسرائيلي حتى في تعامله مع القضايا الإنسانية للشعب الفلسطيني"، وقال "الشعب الفلسطيني لم يعد يعول على حكامنا (العرب) وإنما على ضمائر الشعوب التي لا تزال تنبض بالنخوة والكرامة".
وتابع يقول "علينا أن نحشد في قافلة العاشر من رمضان معونات طبية وأغذية بجانب الحشد البشري لكسر الحصار وفتح المعبر متخذين جميع الوسائل المتاحة من الحجم المعنوي والمادي لإخواننا في فلسطين".