عناصر الخطبة ملخصة على شاشة إلكترونية إحدى سمات مساجد كوالالمبور (الجزيرة نت)
محمود العدم-كوالالمبور
ينجذب السامع لخطبة الجمعة في أغلب مساجد العاصمة الماليزية كوالالمبور إلى صوت الخطيب العذب ولغته العربية التي يلقي بها المقدمة من غير خطأ أو لحن بيّن رغم أعجميته, غير أن ما يشد الانتباه بشكل أكبر هو وجود شاشة عرض إلكترونية ضخمة إلى جانب المحراب تبرز أهم نقاط الخطبة.
ويعمد المجلس الوطني للشؤون الإسلامية في ماليزيا إلى توحيد خطبة الجمعة في مساجد العاصمة وتوفير أبرز نقاطها مع ترجمة للآيات والأحاديث التي ترد فيها على شاشة العرض الإلكترونية.
كما يحرص الخطباء في المساجد الرئيسية على تقديم ترجمة لأبرز نقاط الخطبة باللغة الإنجليزية, ويتم في العادة إلقاء المقدمة باللغة العربية إضافة إلى الآيات والأحاديث والأقوال المأثورة.
العصا سنة نبوية
محمد عبد الناصر وعصاه التي يحملها أثناء الخطبة (الجزيرة نت)
وفي مظهر لافت آخر من مظاهر خطبة الجمعة في ماليزيا, يصعد الخطيب المنبر بعد أن يستلم عصا طويلة مزخرفة ليحملها طوال الخطبة, ويرجع الاهتمام بهذا التقليد إلى أنه سنة نبوية متبعة في كافة المساجد الماليزية, كما أوضح رئيس الأئمة في مسجد الشاكرين المحاذي لبرجي كوالالمبور الشيخ محمد عبد الناصر "الأزهري".
وأضاف في حديثه للجزيرة نت أن هذه العصا تعتبر أحد أهم التقاليد المتوارثة في الخطبة, وتسمى في المالاوية "تونغ كات", وغالبا ما تكون منقوشة ومزخرفة وتحفظ في مكان قرب المنبر لاستخدامها لخطبة الجمعة فقط.
إتقان العربية
وعن إتقان الخطباء اللغة العربية، قال عبد الناصر إن نحو 60% من الخطباء هم من خريجي الدول العربية خاصة من جامعة الأزهر والجامعات السعودية, مشيرا إلى وجود نحو ألفي خطيب ماليزي يتقنون العربية.
ويتركز موضوع الخطبة في الجزء الأول منها, بينما تقتصر الخطبة الثانية على الصلاة على النبي الكريم والدعاء, وغالبا ما يفصل بين الخطبتين ابتهال قصير للمؤذن باللغة العربية, يذكر فيه المصلين بالاستغفار والصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
وفي الخطبة تمرر صناديق جمع التبرعات لتأمين مستلزمات المساجد بين صفوف المصلين, كما هو الحال في دول أرخبيل الملايو, حيث يعلن في الجمعة التي تلي عن مقدار المبلغ الذي جُمع على مدار الأسبوع.
وزيادة في التأكيد على حث المواطنين على أداء صلاة الجمعة, فقد سنت لجان الشؤون الإسلامية في بعض الولايات الماليزية قوانين تمنع تارك صلاة الجمعة ثلاث مرات متتالية من المشاركة في المناسبات الاجتماعية, كما هو الحال في ولاية برليس شمالي ماليزيا