استقبال حار لسفينتي كسر الحصار بمرفأ غزة
رست السفينتان "غزة الحرة" و"ليبرتي" في مرفأ غزة بعد أن تراجعت إسرائيل عن قرارها بمنعمها من الدخول إلى القطاع عن طريق البحر وعلى متنهما 44 ناشطا دوليا للسلام.
فقد أكد مدير مكتب الجزيرة في رام الله وليد العمري –نقلا عن مسؤول سياسي إسرائيلي كبير- أن الحكومة الإسرائيلية قررت السماح للسفينتين اللتين انطلقتا من قبرص إلى قطاع غزة لكسر الحصار بدخول المياه الإقليمية دون اعتراضهما كما كان مقررا.
وقال مدير مكتب الجزيرة إن القرار الإسرائيلي جاء بعد مشاورات جرت السبت بين رئيس الحكومة إيهود أولمرت ووزير دفاعه إيهود باراك ووزيرة خارجيته تسيبي ليفني، وذلك رغبة من تل أبيب في قطع الطريق أمام استغلال المسألة إعلاميا على نحو يضر إسرائيل لا سيما أن السفينتين تقلان أربعين ناشط سلام دوليين من أوروبا وأميركا وإسرائيل.
وأضاف نقلا عن مصادر إسرائيلية أن الأجهزة الأمنية المختصة ستعمل على تفتيش السفينتين قبل مغادرتهما غزة للتأكد من أنهما لن تحاولا تهريب أشخاص، لافتا إلى أن سلطات الأمن القبرصي واليوناني كانت قد أبلغت السلطات الأمنية الإسرائيلية بنتائج تفتيشها للسفينتين المذكورتين قبيل مغادرتهما قبرص الجمعة.
حشود فلسطينية في استقبال السفينتين (الفرنسية)
وفي هذا الإطار قال الناطق باسم وزارة الخارجية أفيف شيرون إن الحكومة قررت عدم اعتراض السفينتين لأنها لا ترى أي مشكلة في مرورهما خاصة أن إسرائيل تعلم من هم ركاب السفينتين وماذا تحملان.
وأضاف المتحدث الإسرائيلي أن القرار جاء رغبة من الحكومة في عدم تحقق مبتغى السفينتين بإثارة المشاكل والاستفزازات الإعلامية مع المسؤولين عن الرحلة.
وعلى شاطئ غزة أوضح مراسل الجزيرة وائل الدحدوح أن اللجنة المسؤولة عن استقبال السفينتين أعدت قوارب للإعلاميين للخروج إلى عرض البحر ولقاء نشطاء السلام على متن سفينتي غزة الحرة وليبرتي.
ولفت المراسل إلى أن شاطئ غزة يعج بشخصيات سياسية وعدد كبير من الجماهير جاؤوا لاستقبال السفينتين بعد الأنباء التي أشارت إلى أن الزوارق الإسرائيلية لن تعترض طريقهما إلى مرفأ غزة الذي غادره إلى عرض البحر نحو عشرين مركب صيد تحمل الأعلام الفلسطينية لملاقاة السفينتين.
وفي حديث مع مراسل الجزيرة في غزة أوضح أحد أعضاء اللجنة المسؤولة عن استقبال السفينتين أن اللجنة أعدت لنشطاء السلام مؤتمرا صحفيا ثم جولة في كافة مرافق غزة بما فيها المستشفيات.
وأضاف أن نشطاء السلام سيمضون ثلاثة أيام في غزة قبل عودتهم إلى بلدانهم عن طريق البحر أيضا.
وعلى متن السفينة ليبرتي، قال مراسل الجزيرة عياش الدراجي إن الفرحة عمت جميع المشاركين في الرحلة بعد أن دخلت السفينتان المياه الإقليمية دون أي تحرك من البحرية الإسرائيلية التي هددت في وقت سابق بأنها ستمنعهما من الوصول إلى غزة.
وقال دراجي إن من بين الموجودين على متن إحدى السفينتين أخت زوجة توني بلير مبعوث رباعي الوساطة الدولية للسلام بالشرق الأوسط وراهبة أميركية عمرها 81 عاما.
وكان طاقما السفينتين قد وجها السبت رسالة تقول إن الأنظمة الإلكترونية التي تضمن أمن السفينتين يجري التشويش عليها، وطالبا الحكومة اليونانية والمجتمع الدولي بتحمل مسؤولياتهم في حماية المدنيين على متن السفينتين.
وغادرت السفينتان مرفأ لارنكا بجنوب قبرص الجمعة متوجهتين إلى غزة لكسر الحصار الذي تفرضه إسرائيل على القطاع منذ سيطرة حركة حماس على القطاع في يونيو/حزيران 2006 في رحلة يصل طولها إلى 240 ميلا بحريا.
المصدر: الجزيرة + وكالات