( الجزء الثاني من سلسلة التاريخ اليهودي الاسود)
لم تختلف الديانات السماوية سواء التي وصلت لنا منها بعض النصوص او التي لم تصلنا اي تحريض على القتل بغير وجه حق وفرضت القصاص , حتى ان شريعة اليهود كانت تحرم القتل او الاعتداء على الاخرين سواء بالضرب او بالقتل او غير ذلك .
ففي سفر يوبيل " ملعون من يضرب صاحبه بحقد "
و في سفر الخروج " من ضرب انسانا فمات فانه يقتل "
و في اللاويين " اذا امات احد انسانا فانه يقتل "
وهذه الاحكام بصفة عامه كلها تنويعات على احدى الوصايا العشر التى وردت في سفر الخروج و مرة اخرى في سفر التثنية و هي " لا تقتل "
ولكن الناظر في افعال اليهود يجدهم لم يعملوا بتلك الشريعة اذ ان القتل كان اسهل شيء عندهم فكانوا لا يتورعون عن قتل الانبياء
فيذكر ابن القيم " ان اليهود في يوم واحد قتلوا 70 نبيا " , وليس هذا عجيب اذا علمنا ان اليهود في زمن الياس (اليا) عليه السلام قتلوا عشر الاف نبي
ولعل من اشهر الانبياء الذين قتلهم اليهود او حاولوا قتلهم ما يلي
محاولة قتل يوشع :
لقد حاول بني اسرائيل فتل يوشع بن نون عليه السلام , فقبيل ان يموت موسى عليه السلام او لما مات استل موسى من تحت القميص وترك القميص في يد يوشع ., فلما جاء يوشع بالقميص اخذته بني اسرائيل وقالوا " قتلت نبي الله " , قال " لا والله ما قتلته ولكنه استل مني " فلم يصدقوة و ارادوا قتله الا ان الله برئه من ذلك
شعيا ( اشعيا ) : -
كان شعيا بن امصيا من انبياء بني اسرائيل ويقال ان اشعيا قد بشر بعيسى و محمد عليهما السلام , ولقد كان يوعظ بني اسرائيل و ينصحهم و يذكرهم بنعم الله عليهم , و في احدى الايام التي كان يوعظهم فيها لما فرغ من وعظهم عدوا عليه ليقتلوه فهرب منهم فلقيته شجرة فانفلقت له فدخل فيها و ادركه الشيطان فاخذ بهدبة من ثوبة فاراهم اياها فوضعوا المنشار في وسطها فنشروها حتى قطعوها وقطعوه في وسطها
ارميا : -
كان ارميا عليه السلام من انبياء بني اسرائيل استخلفه الله على بني اسرائيل بعد قتلهم شعيا . ولقد كان ارميا في الفترة التي كان يحكم فيها بخت نصر ( نبوخذ نصر ) ويقال ان ارميا قد كذبه بنو اسرائيل و حبسوه فلما علم بخت نصر قال بئس القوم قوم عصوا رسول ربهم , ولم يسلم ارميا من يد بني اسرائيل الذين قاموا بقتله دون تردد
دانيال : -
كان عليه السلام من الانبياء المعاصرين لارميا وكان معه بعض الانبياء الاخرين , وكانوا هم و ارميا ضمن السبي الذي قام به بخت نصر بعمله ضد بني اسرائيل .
ولقد استطاع بعض اليهود الفرار من بخت نصر و اخذوا معهم ارميا و دانيال فقتلوا ارميا , اما دانيال فانهم هبطوا به ارض مصر و قتلوه هناك
ويقال ان المسلمون عند فتح مدينة الاسكندرية وجدوا جثة النبي دانيال فارسلوا الى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فامرهم ان يحفروا له قبرا و يدفنوه فيه على الا يعرفغ احد مكانه فتم دفنه في الاسكندريه
ويقال ان النبي محمد عليه الصلاة و السلام قال " من دل على دانيال فبشروه بالجنه "
( الى اللقاء في الجزء الثالث وبه تكملت موضوع الجزء الثاني )