الطائر الاخضر
كان يا ما كان رجل وامرأة متزوجان وعندهم ولد وبنت وكانوا سعيدون جداً بحياتهم - ولكن فرحتهم لم تدم طويلاً واذ توفيت الام فجأة وتركت وراءها زوجاً وطفلين. ونظراً لصعوبة العيش دون ام (للاولا) وزوجة (للاب) قرر الاب الزواج فتزوج من امرأة كانت قاسيه على الاولاد ولا تعاملهم معاملة حسنة. وفي احد الايام قرر الاب ان يدعو جميع رجال البلد بما فيهم الخطيب لتناول طعام الغداء احتفالاً بزواجه. فأحضر خروفاً وطلب من زوجته ان تطبخه ليكون وجبة لذيذة للضيوف.
فطبخته الزوجة - وكانت هذه المرأة معروفه بشراهتها في الاكل - فبقيت تأكل من الخروف لقمة بعد لقمة ولقمة بعد لقمة حتى اكلته كله فوقفت حائرة تفكر فيما تفعل - وكيف ستواجه زوجها والضيوف عندما يحضروا لتناول وجبة الغداء. فقالت: لقد وجدتها. فأخذت (تنكة) وملأتها بالماء ووضعتها على النار - وأخذت السكينة وبدأت (تسن) بها.
وطلبت من الطفلة (ابنة زوجها) ان تذهب وتنادي اخاها. الطفلة رأتها وهي (تسن) السكينة وعندما اوقدت النار فخافت حالاً وفهمت ان هنالك امراً خطيراً سيحدث - فاجبرتها على الذهاب لتنادي اخاها فذهبت وهي مترددة خائفة فقالت له: (يا خي تعال ومتجيش، المي بتغليلك والسكينة بتمضيلك) فقال لها المسكين: ماذا تقولين، لم افهم. فقالت له: تعال معي الى البيت. فذهبا معاً الى البيت - وقامت زوجة ابيهما بذبح الولد وطبخته.
فأخذت اخته تبكي عليه بكاءاً شديداً وحزنت لاجله كثيراً. فجاء الاب والضيوف وبدأوا بتناول طعام الغداء والبنت تجلس على عتبة الدار تأخذ كل عظمة يرمونها وتضعها في حضنها - والاب يسأل عن ابنه اين ذهب فتقول زوجته: انه يلعب، او ذهب الى عمته، وغيرها من الاكاذيب.. وأصر الاب على ابنته بتناول طعام الغداء فرفضت ان تأكل وقالت انها لا تأكل اللحم. وبقيت تجلس على العتبة وتجمع بعظام اخاها حتى انتهوا من الاكل. فقامت بأخذ العظام وذهبت الى مكان بعيد لا يراها فيه احد فحفرت حفرة ووضعت بداخلها العظام وسمت هذه الحفرة بحفرة (الخماتي) ( الحفرة على شكل جرن وغطاءه مصنوع من الطين).
ومرت الايام وكان فرح في الحارة فذهبا الاب وزوجته واصرا على البنت ان تذهب معهم (حيث كانت تلبس اللباس الاسود - الحداد على اخيها) فذهبت معهما رغماً عنها حيث تزينت الزوجه بالمجوهرات الجميله والفريدة ولبست فستانها وتزين الاب كذلك وذهبوا جميعاً الى العرس.
في المكان الذي وضعت فيه البنت العظام انطلق من الحفرة طائر اخضر وحوم فوق حلقة الرجال في العرس وأخذ يقول: (كوكو كوكو انا الطير الاخضر - المزين المحضر، خالتي ذبحتني، وابوي اكل من لحماتي واختي هالحنونه - حن الله عليها لملمت اعظماتي وحطتهن بجورة الخماتي) فقال له الرجال: (قول قول يا طير ما احلى قولك) فقال لهم: (والله ما بقول غير تيفتح فمه هاذاك الرجل (والده) (ففتح فمه ووضع في فمه رزمه مسامير فمات حالاً.
وذهب الطائر الاخضر فوق حلقة النساء وأخذ يقول: (كوكو كوكو انا الطير الاخضر المزين المحضر - خالتي ذبحتني وابوي اكل من لحماتي واختي هالحنونه حن الله عليها، لملمت اعظماتي وحطتهن بجورة الخماتي).
فقلن له النساء: (قول قول يا طير ما حلى قولك) فقال لهن: (والله ما بقول غير متفتح فمها هذيك المرأه (زوجة ابيه) ففتحت فمها ووضع في فمها رزمة ابراً فماتت حالاً. وذهب الطائر الاخضر فوق حلقة الاولاد والبنات واخذ يقول: (كوكو كوكو انا الطير الاخضر المزين المحضر - خالتي ذبحتني وابوي اكل من لحماتي واختي ها الحنونه حن الله عليها لملمت اعظماتي وحطتهن بجورة الخماتي) فقالوا له الاولاد: (قول قول يا طير ما احلى قولك). فقال لهم: (والله ما بقول غير ما تفتح حضنها هاذيك البنت اخته) فوضع لها الهاديا والالعاب والفساتين والمجوهرات.
فأخذ الاولاد يقولون لها يا ليتنا مكانك يا ليت لدينا كل هذه الالعاب والهدايا الجميله فأخذت تبكي وتقول لهم اسكتوا جميعاً انا لا اريد شيء سوى اخي.
وفجأه نزل الطائر الاخضر ووقف بجانب البنت وانتفض فعاد الى طبيعته (الولد الذي ذبحته زوجة ابيه) فتفاجأ الجميع كيف عاد اخ هذه البنت ففرحت البنت كثيراً وحضنت اخوها وبكوا بكاءاً حاراً وعادوا سوياً الى البيت.
منقول ......................