عدد الرسائل : 116 العمر : 35 تاريخ التسجيل : 14/06/2008
موضوع: (19)ابنة عمران الثلاثاء يوليو 01, 2008 1:25 pm
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(1)
في جبال حبرون قرب مدينة أورشليم في فلسطين ، كان يسكن عمران بن ماثان ، وهو من أشراف بني إسرائيل وأحبارهم ومن سلالة نبي الله داود .
كانت زوجته امرأة صالحة وقد حُرمت من نعمة الخلف ووهب الله لها نعمة الصبر والإيمان ، وكبر عمران وكبرت زوجته ولم ينجبا . كانت امرأة عمران تقية وورعة وكانت كثيرة الدعاء لله لكي يهب لها غلاماً تقر به عينها ويكون خليفة أبيه في إدارة بيت عبادتهم. استجاب الله سبحانه وتعالى إلى دعاء امرأة عمران فحملت وعظمت ثقتها بالله فذهبت إلى بيت المقدس وقالت : "إذ قالت امرأت عمران رب إني نذرت لك ما في بطني محرراً فتقبل مني إنك أنت السميع العليم..فلما وضعتها قالت رب إني وضعتها أنثى والله أعلم بما وضعت وليس الذكر كالأنثى وإني سميتها مريم وإني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم..فتقبلها ربها بقبول حسن وأنبتها نباتاً حسناً وكفلها زكريا كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقاً قال يا مريم أنى لك هذا قالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب" أي أنها تعطي طفلها بعد إنجابه لخدمة بيت المقدس وهذا يدل على حبها لربها جلّ وعلا ، وهي تطلب من ربها أن يتقبل هذا الطفل ،ومات عمران قبل أن تلد زوجته ، فلما جاءها المخاض فوضعت ،إذا الوليدة أنثى فخاب أملها لأن بني إسرائيل لم يعتادوا أن يهبوا لخدمة البيت إلا ذكوراً ، فرفعت رأسها للسماء ودعت ربها :رب إني وضعتها أنثى وأنت يا رب أعلم مني ، وليس الذكر كالأنثى أي أنها لا تصلح لخدمة البيت ولكن الكلام هو كلام الله تعالى أي أن الحق يقول لها لا تظني أن الذكر الذي كنت تتمنينه سيصل إلى مرتبة هذه الأنثى ، ولكن سيكون لها شأن عظيم . وقالت امرأة عمران أنها سمت المولودة مريم أي العابدة فهي وإن فاتها خدمة البيت بحكم كونها أنثي فأمها تتمنى أن تكون البنت عابدة طائعة ، وأول ما يعترض العبودية والطاعة هو الشيطان لأجل ذلك أرادت امرأة عمران أن تحمي ابنتها من نزغات الشيطان ، وتقبلها الله تعالى قبول حسن أي أن الله تعالى أخذ ما قدمته امرأة عمران برضا وبشئ حسن. أخذت أم مريم ابنتها وذهبت بها إلى بيت المقدس فوجدت ترحيباً من الأحبار ولم يعترض أحد في أن تترك المولودة في البيت في رعايتهم. واختلف الأحبار في أمر مريم وحاول كل منهم أن يحظى بشرف تربيتها وكفالتها ، فتقدم زكريا زوج خالتها وقال لهم : أنا أولى بها ، فزوجتي خالتها ، فاعترضوا وقالوا إنها منذورة للبيت ولذلك يجب إجراء قرعة على من يكفلها .فذهبوا للنهر واقترعوا برمي الأقلام في النهر مرة بمن سيجري قلمه عكس التيار ومرة من سيجري قلمه مع التيار ومرة ثالثة من سيطفو قلمه ، وفي المرات الثلاث كان زكريا عليه السلام هو الفائز.
(2)
أخذ زكريا مريم إلى داره واعتنت بها زوجته حتى صارت طفلة وحان وقت ذهابها إلى البيت الذي نذرت له .
عاشت مريم في بيت المقدس تتعلم فروض دينها وزكريا عليه السلام يزورها ويحضر لها ما تحتاج إليه من كسوة وطعام ، وكان كلما دخل زكريا على مريم وجد عندها طعام فيسألها من أين لك بهذا الطعام فتقول هو من عند الله . وكان سيدنا زكريا وزوجته قد حُرما من الإنجاب ، فلما رأى زكريا وسمع من مريم عن أن الله يرزق من يشاء بغير حساب ،دعا زكريا ربه أن يهب له ولداً صالحاً فنادته الملائكة وهو يصلي بأن الله يبشره بغلام وقد أسماه الله يحيى.
(3)
"وإذ قالت الملائكة يا مريم إن الله اصطفاك وطهرك واصطفاك على نساء العالمين..يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين"
"إذ قالت الملائكة يا مريم إن الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح ابن مريم وجيهاً في الدنيا والآخرة ومن المقربين..ويكلم الناس في المهد وكهلاً ومن الصالحين..قالت رب أنى يكون لي ولد ولم يمسسني بشر قال كذلك الله يخلق ما يشاء إذا قضى أمراً فإنما يقول له كن فيكون" اصطفى الله سبحانه وتعالى مريم اصطفائين أولهما أن الله اصطفاها بالإيمان والصلاح وهذا الإصطفاء لا يمنع من وجود آخرين معها ، أما الإصطفاء الثاني فجاء مسبوقاً بعلى فهي الوحيدة التي ستلد بدون رجل ،ومادام حدث منها هذا فلابد أن تتعرض للمطاردة والإضطهاد . "وجعلنا ابن مريم وأمه آية وأويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين" هيأ الله تعالى لمريم مكان تأوي إليه وفيه مقومات الحياة التي لا تنقطع ، و(معين) أي ماء معين يرى بالعين . وقد بشّرت الملائكة مريم والبشارة لا تكون إلا للخبر المفرح ، فالله تعالى أمر كن فكان عيسى وهووجيهاً في الدنيا أي ذو وجاهة وشرف بنبوته وما أعطاه الله من آيات ومعجزات ، وفي الآخرة يكون مقرباً من الله . كانت مريم قد تفرغت للقيم الدينية التي أنشئ من أجلها البيت المقدس حتى أنها هجرت أهلها وذهبت إلى مكان بعيد تخلو فيه عن الناس واكتفت بأنسها بالحق سبحانه واختارت مكاناً شرقياً أي شرق بيت المقدس لأنهم كانوا يتفاءلون بشروق الشمس. تمثل سيدنا جبريل لمريم في صورة بشر وكان سوي التكوين فقالت له أعوذ بالرحمن منك أي حتى لو لم يكن رجل تقي فرحمة ربها تقيها منه ، قال لها سيدنا جبريل أنه ليس قادماً من تلقاء نفسه ولكن الأمر هبة من الله وغلام زكي أي مطهر وصاف ونقي ، فلما سألت مريم عن كيفية حدوث هذا وهي لم يمسها بشر قال لها هذه هي إرادة الله تعالى.
(4)
عندما بدأت آلام الولادة ، خافت مريم وذهبت إلى مكان بعيد عند جذع النخلة وهي معرّفة ب(ال) أي أنها نخلة معروفة ، وتمنت مريم الموت فهي في حيرة شديدة ، فسمعت صوت يناديها : يا مريم لا تحزني وهزي النخلة تتساقط عليكي تمرها فكلي واهدأي ،ولا تكلمي أحد من البشر وكان وليدها هوالذي كلمها ، ولذلك حين ذهبت به إلى قومها لم تكن خائفة وإنما مطمئنة بأن الله لن يخذلها . واتهمها قومها بأنها أتت شيئاً غير متداول وهو أن تلد بدون زواج وقالوا لها : أنها تتعمد الكذب وقولهم يا أخت هارون تقريع لها لأنهم عرفوها عابدة وأبوها لم يكن سيئاً ولا أمها ، ولما كثرت الأسئلة على السيدة مريم أشارت إلي وليدها ، فاستغرب القوم وقالوا لها : كيف نكلمه وهو مازال وليداً ولكنهم صُدموا حين رد عليهم عيسى عليه السلام : إني عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبياً وجعلني مباركاً وأوصاني بالصلاة والزكاة ما دمت حياً وأوصاني أن أكون باراً بوالدتي عطوفاً عليها ، وجعلني لين الجانب واسع الصدر ويوم ميلادي كان سلاماً ويوم موتي سلاماً لأنه سيأتون له بغية صلبه ولكن يشبه لهم أنهم صلبوه ، ويوم يبعث حياً لأن الله تعالى سيسأله أسئلة وسيرد عيسى أنه لم يقل إلا ما أمره به الله .
هذه قصة عيسى ابن مريم يخبرنا بها الله سبحانه وتعالى وهي قصة الحق ضد الباطل الذي سيشكّون فيه ويقولون فيه الأقاويل. .....................................................................................................
سفير التاريخ
عدد الرسائل : 69 تاريخ التسجيل : 08/08/2008
موضوع: رد: (19)ابنة عمران السبت أغسطس 30, 2008 8:59 pm
شكرا ليكي يا انجيل على موضوعك و هناك اضافة احب ان تعلميها انتي و من يقرا هذه القصة , و هذه الاضافة هي انه كان في بني اسرائيل اثنان باسم مريم بنت عمران , الاولى هي :- مريم اخت موسى بن عمران عليه السلام و الاخرى مريم بنت عمران التي كتبتي قصتها تلك