قهوة احفاد الفراعنه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

قهوة احفاد الفراعنه

رفقاى مازلتم بقلب القلب احباباُ فأن غبتم وان غبنا فأن الحب ما غابا
 
الرئيسيةمدخل القهوةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 (8)يوسف العفيف عليه السلام

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
angel of magic

angel of magic


انثى
عدد الرسائل : 116
العمر : 35
تاريخ التسجيل : 14/06/2008

(8)يوسف العفيف عليه السلام Empty
مُساهمةموضوع: (8)يوسف العفيف عليه السلام   (8)يوسف العفيف عليه السلام Icon_minitimeالثلاثاء يوليو 01, 2008 1:07 pm

لسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

(1)



عاش سيدنا يوسف في قصر العزيز مكرّماً ، وكان يوسف أجمل من الجمال وأحلى من الحُسن ،وكان قوي البنية فكانت وسامته وقوته سبباً فيما رزئ به بعد ذلك من محن وما نزل عليه من بلاء .

وعزيز مصر لقب كان يطلق على وزيرها المتصرف في شؤنها ، وكانت زوجة العزيز شابة حسناء ذات فتنة وجمال ، رأت ما عليه يوسف عليه السلام من حسن فأعجبت به وحاولت أن تحرك عاطفته نحوها ولكن يوسف ما كان ليزيد في حضرتها على أن ينكس رأسه تأدباً وإنصرافاً عنها .عندئذٍ لم تجد زوجة الوزير بداً من أن تتغلب على حياءها وخجلها فتجملت بالملابس الجميلة وتزينت بالحلي النفيسة ودخلت على يوسف عليه السلام وهو في إحدى حجرات الدار وأغلقت من خلفها الأبواب وحاولت أن تغويه ولكن سيدنا يوسف ذكّرها بأنها زوجة العزيز الذي أكرمه وأحسن رعايته ولكن الغاوية لم ترتدع ، ولما حاولت مرة أخرى غوايته انتفض قائلاً :إنني لا أعصى ربي إنه لا يفلح الظالمون ثم ولى وجهه شطر الباب يبغي الفرار فلحقت به وتشبثت بقميصه فشقته من الخلف . وعند الباب وجدا زوجها فبادرته بالشكوى :ما جزاء من أراد بأهلك سوءاً إلا أن يسجن أو يعذب عذاب أليم . وبرأت نفسها من هذا الموقف المريب واتهمت يوسف أشنع تهمه وانتقمت منه أشد انتقام بما أهانها بإعراضه عنها . وجد سيدنا يوسف نفسه يقول الحق :هي التي حاولت إغوائي وأسرعت ورائي فشقت قميصي ، فقالت المرأة وهي تبكي :بل شُق القميص وأنا أدفعه عن نفسي . وحضر المجلس إذ ذاك رجل من أقارب الزوجة وسمع ما تتهم به قريبته يوسف وكان رجلاً ذا فراسة وذكاء فقال فلننظر إلى قميصه إن كان قميصه قُد من الأمام فقد صدقت وهو من الكاذبين ، وإن كان قميصه شق من الخلف فقد كذبت وهو من الصادقين. وفحص قميص يوسف فوجد أنه قد شق من الخلف عندئذٍ قال الزوج لزوجته :هذا من مكرك ودهائك وكيدك ، إنكن معشر النساء كيدكن عظيم.
ثم نظر إلى يوسف قائلاً :يا يوسف لا بأس عليك أعرض عن هذا واضرب عنه صفحاً ولا تخبر به أحداً ، ثم التفت إلى زوجته ثانيا وقال لها :اذهبي واستغفري لذنبك وتوبي عن خطيئتك !!!!



(2)



انصرف يوسف وقد عصمه إيمانه بالله عن الإنزلاق إلى الغواية التي نصبها له الشيطان ، ذهب ليرعى أعماله التي ألقاها على عاتقه الوزير لأمانته ، وذهبت الزوجة لا لتستغفر لذنبها كما أمرها زوجها ولكن لتدبر حيلة أخرى تنال بها مأربها من يوسف الذي شغفها حباً.

تهامست نساء القصر وجواريه بما رأين من أمر زوجة العزيز وما فعله يوسف معها ، وشاع الأمر ولاكته ألسنة السيدات في مجالسهن ودار عليه حديثهن فقالت إحداهن : أما سمعتن ؟ امرأة الوزير تراود فتاها عن نفسه لقد شغفها حبه وقالت أخرى :إنا لنراها في ضلال مبين .
ووصل إلى سمع زوجة الوزير ما تتحدث به هؤلاء النساء عنها وما يأخذنه عليها ، فعولت على إحضارهن جميعاً لديها لتريهن يوسف الذي عذلنها فيه وترى ما سيكون منهن عند رؤيته ، وشرعت من فورها في تنفيذ خطتها لتمكر بهن كما مكرن بها .فوجهت الدعوة إلى هؤلاء السيدات ليحضرن إليها في يوم حددته لهن ، ثم أعدت لهن مجلساً ومتكأً ، حضرت النساء فأجلسن في المجلس المعد لهن من قبل وأمرت صاحبة الدار بإحضار الفاكهة وأعطت كل واحدة من الزائرات سكيناً لتقطع وتقشر بها الفاكهة ، وبينما هن منهمكات في تقطيع الفاكهة نادت زوجة العزيز على يوسف وأمرته بالخروج إليهن ، وعندما خرج يوسف عليه السلام على الزائرات أكبرنه وحبسن أنفاسهن دهشة وذهولاً وكانت السكاكين تقطع أيديهن بدلاً من الفاكهة بدون أن يشعرن وأخيراً أعلن إعجابهن بيوسف فقلن مأخوذات :حاش لله ، ما هذا بشر إن هذا إلا ملك كريم.
عندئذٍ تشفت زوجة الوزير فيهن وارتاحت نفسها لما أصابهن وقالت تبكتهن :فذالكن الذي لمتنني فيه ، قلن لها عاذرات :لا لوم عليك فيما فعلت ، قالت الزوجة متوعدة : لئن لم يفعل ويغرم بي لسوف أأمر بسجنه وليكونن من الصاغرين.واتجهت باقي النسوة إلى سيدنا يوسف محاولات إستمالته لهن فخرج يستنصر بالله ويستجير به قائلاً :رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه ، وإلا تصرف عني كيدهن أصبُ إليهن وأكن من الجاهلين.



(3)



لم يمض القليل حتى كان ما هددت به زوجة الوزير قد أضحى في حيز التنفيذ . ذهبت المرأة إلى زوجها ونار الغضب تتأجج في صدرها وقالت له :إن يوسف أشاع عني كلاماً سيئاً وصدقه الناس وبرهانهم على ذلك صفحك عنه ، فذهب الزوج المخدوع يسعى سعيه لعقاب يوسف واستشار الأقربين فيما ينبغي أن يعاقب به يوسف فأشاروا جميعاً بسجن يوسف .

وكما كان حب أبيه له سبباً في بلواه الأولى ، كان حب امرأة العزيز له سبباً في بلواه الثانية وإن تباين الحُبّان واختلف السببان.



(4)



وأُدخل يوسف السجن ودخل معه السجن فتيان . أحدهما رئيس الخبازين عند الملك والثاني رئيس سقاته ، وكانا قد اتهما بمحاولة قتل الملك فأودعهما السجن حتى ينظر في أمرهما . أتى هذان الفتيان إلى يوسف يوماً وطلبا أن ينبئ كل واحد منهما بتفسير حلم رآه في منامه . فقال الساقي :إني أراني أعصر خمراً وقال الخباز :إني أراني أحمل فوق رأسي خبزاً تأكل الطير منه ، وكان الذي دعا هذين الفتيين إلى أن يقصدا يوسف دون غيره لينبئهما بتأويل ما رأيا في منامهما ، هو ما شهداه من صلاحه وتقواه وسعة علمه.

"ودخل معه السجن فتيان قال أحدهما إني أراني أعصر خمراً وقال الآخر إني أراني أحمل فوق رأسي خبزاً تأكل الطير منه نبئنا بتأويله إنا نراك من المحسنين..قال لا يأتيكما طعام ترزقانه إلا نبأتكما بتأويله قبل أن يأتيكما ذلكما مما علمني ربي إني تركت ملة قوم لا يؤمنون بالله وهم بالآخرة هم كافرون"
واتت يوسف فرصة طيبة للدعوة إلى دين الله الخالص ونشر الرسالة حينما جاءه هذان الفتيان يستفتيانه فقال :لا أتيكما طعام إلا أنبأتكما به وبمرسله وسبب إرساله ، وهذا العلم مما علمني ربي وأنا لا أتبع ملة الناس الذين لا يؤمنون بالله واليوم الآخر وإنما أتبع ملة آبائي إبراهيم وإسحق ويعقوب فما كان لنا أن نشرك بالله ، وهذا من فضل ربي علينا وعلى الناس الذين يتبعوننا ولكن أكثر الناس لا يشكرون ويعبدون من دونه آلهة أخرى ، وكان المصريون يشركون مع الله غيره في عبادته ، فيعبدون الشمس ويعبدون رع والعجل أبيس وغيرها . قال يوسف : يا صاحبي..أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار ؟ العبادة لله وحده هذا هو الدين الحق المستقيم ولكن الجهلة لا يعلمون..ثم قال يفسر للفتيين رؤيتهما :أما أحدكم فيسقي ربه خمراً وأما الآخر فيصلب فتأكل الطير من رأسه.
أراد الفتيان محاورة يوسف ومجادلته فيما أفتاهما به فقال لهما :قُضي الأمر الذي فيه تستفتيان.,ثم قال للذي يظن أنه ناج منهما وهو الساقي :إذا ما أُفرج عنك فاذكرني عند مولاك.
وانصرف الفتيان أحدهما مستبشر فرحاً ، والثاني متجهماً حزيناً. وما لبث أن جاء أمر الإفراج عن الساقي فقد ظهرت براءته ، أما الخباز فقد أُدين وصُلب كما تنبأ يوسف. وعاد الساقي يتولى عمله في قصر الملك وأنساه الشيطان ذكر يوسف عند مولاه الملك ولبث يوسف في السجن بضع سنين لا يذكره إنسان ولا يأبه به أحد.



(5)



وكان ملك مصر في ذلك الحين من الهكسوس وفي يوم رأى في منامه رؤيا أزعجته وحيرته ، فأحضر كبار رجال دولته وأحضر الكهنة والعرافين وأخذ يقص عليهم رؤياه.

إني رأيت في منامي سبع بقرات سمان جميلات ترتع بجوار النهر ، ثم رأيت سبع بقرات أخرى عجاف هزيلات قبيحات أتت إلى البقرات الأولى فأكلتها ، ثم رأيت سبع سنابل خضر في ساق واحدة وإذا سبع سنابل يابسات عَدَتْ على السنابل الخضر فأكلتها ..يا أيها الملأ أفتوني في رؤياي ، قالوا وقد عجزوا جميعاً عن تأويل الرؤية ، إن رؤياك ما هي إلا أضغاث أحلام وما نحن بتأويل الأحلام بعالمين.
وكان ساقي الملك يشاهد هذا الإجتماع فتذكر فجأة يوسف نزيل السجن فتقدم من الملك وقال : يا مولاي أنا أدلك على من يحسن تفسير رؤياك هو فتى صالح كان معي في السجن . قال الملك :اذهب إليه واستفته . وذهب الساقي إلى يوسف في سجنه وقال :يوسف أيها الصديق ، أفتنا في ....ثم قص عليه رؤيا الملك وقال :لقد آن الأوان ليعرف الناس علمك ومكانتك. فقال يوسف يفسر الحلم : سيأتي على مصر سبع سنين خصبة ، تجود الأرض فيها بالغلات الوافرة ، ثم سبع سنين مجدبات يجف فيها الزرع والضرع وتأتي على كل مل ادخر في سنوات الرخاء إذ يأكل الناس فيها جميع ما ادُخر وما خُزّن ، ثم قال للساقي ليطئن الملك وينصح أهل مصر : ثم يأتي بعد ذلك الرخاء فاقتصدوا في سنين الخصب السبع وادخروا ما زاد عن قوتكم من القمح في سنبله حتى إذا حل الجدب وجدتم في مخازنكم ما يمنع الجوع عنكم .
"يوسف أيها الصديق أفتنا في سبع بقرات سمان يأكلهن سبع عجاف وسبع سنبلات خضر وأخر يابسات لعلي أرجع إلى الناس لعلهم يعلمون..قال تزرعون سبع سنين دأباً فما حصدتم فذروه في سنبله إلا قليلاً مما تأكلون..ثم يأتي من بعد ذلك سبع شداد يأكلن ما قدمتم لهن إلا قليلاً مما تحصنون..ثم يأتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون"
عاد رئيس السقاة إلى الملك وأخبره بما قال يوسف ، وأعجب الملك بتأويل يوسف لرؤياه وأدرك أنه ذو علم وعقل وحكمة فطلب أن يحضروه إليه ليسمع منه بنفسه ، فذهب رسول إلى السجن وبلغ يوسف أمر الملك بإخراجه من السجن وهو يحسب أنه سيطير فرحاً للخروج من السجن وما كان أشد دهشته حين قال له يوسف : ارجع إلى مولاك فاسأله ما حقيقة النسوة اللاتي قطعن أيديهن فإني لا أحب أن أخرج من السجن إلا ومعي براءتي وعرّف هؤلاء النسوة للرسول دون ذكر إمرأة الوزير ضناً بشرفها وشرف زوجها الذي عاش في رعايته.



(6)



حضرت النسوة التي قطعن أيديهن إلى مجلس الملك فسألهن :ما خطبكن مع يوسف ؟ وما خطب يوسف معكن ؟قلن :حاش لله ما علمنا على يوسف من سوء .وأُحضرت زوجة الوزير وسُئلت فاعترفت بما كان منها وشهدت بما كان من يوسف فقالت :الآن ظهر الحق ، أنا التي عرضت نفسي عليه فاستعصم وأعرض عني ، وإني لأشهد على صدقه في غيبته وقد كدنا له جميعاً فاتهمناه وسجناه ولكن الله لا يهدي كيد الخائنين. ثم قالت تستغفر لذنبها : وما أبرّئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي إن ربي غفور رحيم .وظهرت براءة يوسف عليه السلام ، عندئذٍ قال الملك وقد أعجب كل الإعجاب بيوسف :ائتوني به أستخلصه لنفسي ، وأتوه بيوسف فقال له : يا يوسف لقد أصبحت اليوم عندنا في مكانة عالية ومنزلة رفيعة وقد وكلت إليك أمر البلاد لتعمل على رخائها وفوضت إليك إدارة المُلك فماذا ترى ؟ قال يوسف : اجعلني على خزائن الدولة إني حفيظ عليم .

وهكذا مكن الله ليوسف في الأرض يتبوأ منها حيث يشاء والله يصيب برحمته من يشاء ولا يضيع أجر المحسنين .
"وما ابرئ نفسي إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي إن ربي غفور رحيم..وقال الملك ائتوني به استخلصه لنفسي فلما كلمه قال إنك اليوم لدينا مكين أمين..قال اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم..وكذلك مكنا ليوسف في الأرض يتبوأ منها حيث يشاء نصيب برحمتنا من نشاء ولا نضيع أجر المحسنين".
.......................................................................................................
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
(8)يوسف العفيف عليه السلام
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
قهوة احفاد الفراعنه :: الركن الاسلامى :: الانبياء والديانات الاخرى-
انتقل الى: